٩٣٦ - وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الأحكام أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجابتهم كما قال تعالى (٢: ١٨٩){يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} ، (٢: ٢١٩) : {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ} ، (٢: ٢١٧){يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} إلى غير ذلك من مسائلهم.
٩٣٧ - فلما سألوه عنه سبحانه وتعالى قال:(٢: ١٨٦) : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ} فلم يقل سبحانه: "فقل"، بل قال تعالى:{فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} فهو قريب من عباده.
٩٣٨ - كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث لما كانوا يرفعون أصواتهم بالذكر والدعاء فقال:"أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً قريباً، إن الذي تدعونه أقربُ إلى أحدكم من عنق راحلته"(١) .
(١) أخرجه البخاري، ٥٦ - جهاد (١٣١) - باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير (حديث ٢٩٩٢) ٦٤ - كتاب المغازي، ٣٨ - باب غزوة خيبر، حديث (٤٢٠٥) وفي عدد من المواضع. وأحمد (٤/٣٩٤، ٤٠٢) . ومسلم، (٤/٢٠٧٦) ، ٤٨ - كتاب الذكر والدعاء، ١٣ - باب استحباب خفض الصوت بالذكر، حديث (٤٤، ٤٥) . وأبو داود (٢/١٨٢ - ١٨٣) ، ٢ - الصلاة، حديث (١٥٢٦ - ١٥٢٨) . والترمذي (٥/٥٠٩) ٥٨ - باب ما جاء في فضل التسبيح والتهليل والتحميد، حديث (٣٤٦١) . وعبد الرزاق في مصنفه (٥/١٥٩) ، حديث (٩٢٤٤) . والنسائي في "عمل اليوم والليلة" ص (٣٦٤ - ٣٦٥) ، حديث (٥٣٨) . كلهم من حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه.