للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

التياح أنه قال: سأل رجل عبد الرحمن بن خنبش (١) وكان شيخًا كبيرًا قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كادته الشياطين؟ قال: تحدرت عليه من الشعاب والأودية، وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فرعب رسول الله صلى الله عليه وسلم / فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد! قل، قال: "ما أقول؟ " قال: قل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما يخرج من الأرض ومن شر ما ينزل فيها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق يطرق، إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن. قال: فطفئت نارهم وهزمهم الله عز وجل (٢) .


(١) عبد الرحمن بن خنبش (بمعجمة ثم نون ثم موحدة بوزن جعفر وقيل خنيس بمعجمة ثم نون مصغرا) التميمي البصري، عن ابن مسعود وعنه أبو عمران الجوني، وأبو التياح، الإصابة (٤/١٥٦) ، وتعجيل المنفعة (ص ١٦٦) .
(٢) ذكر الحافظ في الإصابة (٤/١٥٧) أنه أخرجه ابن منده، والبزار، وأبو زرعة في مسنده، وأبو بكر بن أبي شيبة، والحسن بن سفيان. كلهم من طريق عفان.
وأخرجه أحمد (٣/٤١٩) قال: ثنا سيار بن حاتم أبو سلمة العنزي قال: ثنا جعفر يعني ابن سليمان، قال ثنا أبو التياح، قال: قلت لعبد الرحمن ابن خنيس التميمي: أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم. قال: قلت: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين وساق الحديث، ثم ساقه مرة أخرى من طريق عفان ثنا جعفر به.
قال الحافط: وذكره البخاري في الصحابة، وقال: في إسناده نظر. وقال ابن منده: وفي إسناده إرسال. وتعقبه أبو نعيم بأن أبا التياح صرح بسؤاله له يعني فلا إرسال فيه، قال الحافظ: "ولعل ابن منده أراد أنه لم يصرح بسماعه لذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن المعتمد على من جزم بأن له صحبة".
وفي الإسناد سيار بن حاتم الضبعي صدوق له أوهام. لكن روايته تتقوى بمتابعة عفان له.