أعوذ بالله من الفتن، ولكن ليقل: أعوذ بالله من مضلات الفتن. ثم تلا قوله تعالى:(إنّمآ أموالُكم وأولادكم فتنة) التغابن: ١٥. يشير إلى أنه لا يستعاذ من المال والولد وهما فتنة، وفي المسند أن النبي (أمر أم سلمة أن تقول:" اللهم رب محمد اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن ما أبقيتني ".
وقد جعل النبي (النساء والأموال فتنة، ففي الصحيح عنه (قال:" ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ". وفيه أيضاً أنه (قال:" والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم ".
وفي صحيح مسلم عنه (قال:" اتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ". وفي الترمذي أنه (قال:" لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال ". وقد قال الله عز وجل:(وجعلنا بعضَكم لبعض فتنةً أتصبرون وكان ربُّك بصيراً) الفرقان: ٢٠، فالرجل فتنة للمرأة، والمرأة فتنة للرجل، والغني فتنة للفقير، والفقير فتنة للغني، والفاجر فتنة للبر،