هكذا وردت القصيدة في الديوان مقطعة الأبيات إلى شطرات كل مقطعة بيتان منثورة في أربع شطرات، والمقطع متحد القافية ومختلف فيها مع بقية المقطعات الأخرى، وهذا أقصى ما يخرج فيه الشاعر على القالب الموسيقي العمودي، وخروجه في القافية لا في الوزن والبحر حيث التزمه في شعره كله، وتخيل أن الشاعر بهذا التفتيت للأبيات والتمزق فيها أن يضفي على المقطعات هيلمانًا أكبر؛ ليكون المقطع في أربعة أسطر لا في بيتين على سطرين، ولا أظنّ أن الشاعر يريد أن ينهج طريق شعراء التفعيلة في اكتناز المسافة في السطور والأطناب من غير داع في كثرتها؛ لأن الشاعر معتد بمدرسته المحافظة على شكل القصيدة ومنهجها الموسيقي.
والتصوير الأدبي في القصيدة بناء فني قوي يستمد قوته من العاطفة المشبوبة، والمشاعر العميقة المتدفقة، والألفاظ الرقيقة العذبة، والأسلوب السهل المنساب، والخيال القوي الخصب، والموسيقى الممتعة الجذابة. فالدار الدثورة لا زالت هيكل الحب ومحراب الهوى وحمى