للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتعدَّد الغرض أيضًا "من قصيدة حرب رمضان" في مطلع غزلي عفيف يضم ثمانية أبيات يقول فيها١:

تثنت أمامي وهي لا تعرف الخطبا ... وقالت: لهيب الحب في القلب قد شبَّا

تثنت بأعطاف وألوت بمعصم ... ورنت بأنغام لتأسر لي قلبا

فكانت كغصن البان لامس فرعه ... نسيم الصبا فاهتز من أنه عجبا

إلى قوله:

فلا تمتطي صهو السفاهة والردى ... ولا تركبي في الحب مركبه الصعبا

وكوني مع الأحداث سبرًا لغورها ... إذا انتظمت سلمًا أو اشتعلت حربًا

فلما أفلحت في موكب المجد أمة ... إذا لم يكن درب الجهاد لها دربًا

ويتسلل إلى الغرض فيقول حتى نهاية القصيدة:

أتلك رحاب القدس ضجّت فروعت ... قلوبًا وأزجت في ضمائرها رعبًا

أما قصيدة "في رحاب البيت" فيستهلها بالغرض الأساسي من القصيدة وهو الإشادة برسالة الإسلام الخالدة، وأثرها العظيم في الفتوحات العظمى وقهر الفرس والرومان، ثم أشاد بانتصارات المسلمين في حطين وذات الصواري؛ ليحث المسلمين في هذا العصر على استعادة مجد الآباء والأجداد، يقول في ثلاثة وعشرين بيتًا٢:

أرى في رحاب الله منطلقًا رحبًا ... يضم شتات الشمل مؤتلفًا خصبًا

وقد عظمت لله في مسمع الدنا ... شعائر ما زالت لوحدتنا قطبًا

فبالأمس قد لبت جموع غفيرة ... وشدت وثاق العزم وانطلقت وثبًا

إلى آخر الغرض، ثم يختم بليلاه في غزل عف طاهر٣:

وما شمت من ليلاي إلّا تحفزًا ... لترقى سماء المجد أو تبلغ الشهبا

فبوركت يا أرض القداسة والهدى ... ولا زلت ميدانًا لآمالنا رحبًا

ولم تكن المطالع الغزلية وحدها هي التي زاوجت أغراضه الأدبية، ولكن هناك غرضًا آخر كان يتسلل من حين إلى آخر في أغراضه خلال قصائده، وهو "تحرير القدس"، وكثيرًا ما نجد


١ على درب الجهاد: ١٦١/ ١٦٢.
٢ على درب الجهاد: ٢٠/ ٢٤.
٣ الديوان السابق: ٢٥.

<<  <   >  >>