للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في مدح بيت المجد بيت مليكنا ... يعتز بالتهليل والتكبير

صاغته من درر البحور قرائح ... تضفي على الأبرار فيض شعور

إلهامها القرآن مصباح الهدى ... والوحي صدق القول في التبشير

ما مات من بالوعظ خلد دعوة ... خفاقة كالبدر في الديجور١

خصائص شعرهم المحافظ:

آل الحفظي لهم ديوان كامل صدر منه الجزء الأول بعنوان "نفحات من عسير" جمعه المرحوم محمد إبراهيم زين العابدين الحفظي، ونسقه للطبع عبد الرحمن بن إبراهيم زين العابدين الحفظي عام ١٣٩٣هـ/١٩٧٣م، وسنعرض بعض شعرهم لنقف على الخصائص الفنية لمدرسة المحافظين في الجنوب. يقول الشيخ أحمد الحفظي الأول في قصيدته "أئمة حق"، وهي تربو على ثمانين بيتًا، ومطلعها:

على العارض النجدي أهدي سلاميا ... وأذكى تحياتي لتلك الروابيا

سلام على أعلامها وآكامها ... سلام على حضارها والبواديا

سقاها الحيا المحي ورعيا لحيها ... وحيًّا محيًّا وسعدًا لثاويا

سلام على الشيخ الإمام "محمد" ... وصبت على مثواه سحب هواميا

سلام على عبد العزيز وأصله ... فإنهما كانا وكانا مواسيا

فقام وقاموا واستقام بحجة ... بحجة قرآن وضرب المواضيا

ولا سيما عبد العزيز فإنه ... هو القائم الفاروق بالعدل قاضيا

حمى بيضة الإسلام بالبيض والقنا ... وأجرى إلى برك الغماد العواديا

وما زال في بعث الجيوش مجاهدا ... وفي شن غارات وتجهيز غازيا

بنفس وأولاد وأهل وإخوة ... وكل نفيس والأسود الضواريا

وأنفق في ذات الإله شبابه ... وشيبته داع وراع وساعيا٢

فالموهبة الشعرية أصيلة في نفس الشاعر، يسيل الشعر منها دفاقًا بلا كلفة أو تعمل، فكانت العاطفة في هذه القصيدة صادقة، مشبوبة، يدفعها الاخلاص والحب لهؤلاء الأئمة المخلصين العادلين في حكم الرعية، صبها الشاعر في ألفاظ قوية جزلة، وأسلوب ناصع مشرق، وصور أدبية، تفيض حيوية ودقة، وموسيقى شعرية منسابة مع المعنى والغرض، وقافية يلتزمها الشاعر حتى نهاية القصيدة، يلتزم فيها الشاعر بعمود الشعر العربي، لكن القصيدة هنا تتميز بوحدة الموضوع والغرض، بلا تعدد ولا مزاوجة.


١ المرجع السابق: ص١٦.
٢ نفحات من عسير: ص٢٨.

<<  <   >  >>