للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وذاك عليه بل وعلى من ... جسيم حقه شكر الشكور

فلله الثنا وله سألنا ... دوام الشكر في كل العصور

فإن الشكر للموجود قيد ... وصيد أوابد النعم النفور

إلى قوله:

ألا فتيقظوا يا ناس مهما ... بقت مندوحة في ذي الدهور

وبالماضيين فاعتبروا تفوزوا ... فيا سعدًا لأرباب العبور

وعينكم الأمير حباه ربي ... وعوفي في الحياة وفي المصير

سعيد طابق الاسم المسمى ... وشاهد ذا الفتوح مع النصور

عليك تحية تغشاه مني ... دوامًا بالأصائل والبكور١

وتقوم هذه القصيدة على غرض واحد يجمع فيها الشاعر الصفات الكريمة للممدوح، والشمائل الفاضلة، وكريم الأخلاق، وما حققه من نصر مؤزَّر، وتنبع هذه الصفات من روح الشريعة الإسلامية وأخلاقها، مما يدل على تدين الشاعر وحسن أخلاقه.

ولم تتجرد القصيدة من فلتات لا تتناسب مع لغة الشعر الشاعرة كالأسلوب السهل القريب، الذي قد ينزل أحيانًا إلى مستوى الكلام العادي بين الناس في حياتهم اليومية، مثل "الفتح الشهير" و"شكر الشكور" و"يا ناس"، بل قد يجره القرب والتداول في التعبير إلى الوقوع في خطأ مثل قوله: "بقت" فحذف لام الكلمة بلا داع للحذف، مع أن الفعل لحقت به تاء التأنيث الساكنة، ولا تحذف معها اللام، والصواب "بقيت مندوحة" وهذا مما يستعمله العامة خطأ، وأن الشاعر اضطره الوزن إلى هذا الخطأ، وكلاهما غير محمود ويؤخذ عليه.

وكذلك الشيخ علي بن الحسين الحفظي ولد ببلدة "رجال ألمع" وعاش ما بين عامي "١٢١٧ - ١٢٧٥هـ"، وفي سبيل طلب تنقل الشيخ بين البلدان، فغادر وطنه إلى المراوغة باليمن، قضى بها سبع سنوات ثم عاد ليتولى منصب القضاء في عهد الأمير عائض بن مرعي، واشترك معه في الحروب، وله شعر جزل في المراسلات٢.

ومن قصائده في المدح قصيدته بعنوان "هزائم جيش عباس بن طوسون في عسير" أنشدها الشاعر في عهد الإمام فيصل بن تركي حين غزت عسيرًا جحافل الترك القادمة من مصر في أيام عباس الأول بن طوسون سنة ١٢٦٨هـ، وهاجمت الكثير من البلاد: سراة وتهامة، فهب أشداء العزم والبأس، أقوياء الشكيمة الأباة أهل الأقليم جميعًا، بقيادة الأمير.


١ المرجع السابق: ص١٢٢، ١٢٤.
٢ نفحات من عسير: ص١٢٥.

<<  <   >  >>