للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الأول: مدخل لدراسة النبوة والنبيين]

دين الله واحد، ما في ذلك شك..

ومحال أن يرسل الله رسلًا ويتخذ أنبياء، ثم يقوم أي منهم بالدعوة إلى غير دين الحق.. دين التوحيد الخالص الذي لا شبهة فيه.

فالمنطق يقضي بألا نجد ديانات سماوية متعددة، بل نجد دينًا سماويًا واحدًا جاء به الأنبياء والمرسلون عبر القرون والأزمان.

ويمكن البرهنة على أن دين البشرية الأولى كان واحدًا في شكله، توحيديا في موضعه، ويقوم أساسًا على إسلام الوجه وتطويع القلب لله، ومن هذه البراهين:

١- يؤمن أتباع الديانات السماوية الثلاث -اليهودية والمسيحية والإسلام- بأن آدم هو أب البشرية كلها، وهو صنعة الله المباشرة، وأول المؤمنين من البشر؛ فالعقيدة الحقة التي كان عليها آدم هي التوحيد الخالص. تلك حقيقة أولية تتفق عليها الكتب المقدسة.

ومن الطبيعي أن تكون هذه هي عقيدة الأجيال اللاحقة له من أبنائه. فإذا حدث خلاف بين البشر وظهرت فيهم عقائد مختلفات -وكما هو حادث الآن- فمرد ذلك ومصدره إلى طغيان الإنسان ومحاولاته التدخل في دين الله بغيًا على الحق بغير حق. وبذلك يكون نتاج اختلاف البشرية الأولى عقائد فاسدة، وأفكارا منحرفة كلها بعيدة عن الحق إلا عقيدة التوحيد الخالص.

٢- أثبتت أبحاث العالم الألماني الدكتور ميللر -الذي كانت له اليد الطولى في حل رموز السنسكريتية بالهند: "أن الناس كانوا في أقدم عهودهم على التوحيد الخالص، وأن الوثنية عرضت عليهم بفعل رؤسائهم الدينيين".١.


١ من مقدمة "تفصيل آيات القرآن الحكيم" وضعه بالفرنسية: جول لابوم -نقله إلى العربية: محمد فؤاد عبد الباقي.

<<  <   >  >>