أما بعد.. فهذا هو الجزء الثاني من سلسلة "دراسة في الأديان". وموضوعه:"النبوة والإنبياء" يصدر عقب فترة وجيزة من صدور الجزء الأول وموضوعه: "الوحي والملائكة". لقد كانت خاتمة ذلك الجزء الأول تقول:
"هذا ... وبعد أن عرضنا ركيزتين من ركائز الإيمان هما: الملائكة والوحي، ورأينا كيف تآلفت فيهما اليهودية والمسيحية والإسلام. فإن ما ينتظرنا هو عرض الركيزة الثالثة التي تجمع هذا وذاك. ثم تزيد عليه بما يحقق أمن الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة. ألا وهي: النبوة والأنبياء. والتي أرجو أن تكون هي الجزء الثاني من هذه السلسلة".
والحق أن الجزأين متكاملان فبالإضافة لكونهما الأساس المشترك لقاعدة "الإيمان" نجد أن "النبوة" ترتبط بـ "الوحي" ارتباطًا تامًا، فلا نبوة بغير الوحي، وكذلك يرتبط الوحي بـ "الملائكة" فجميعها حلقات متصلة لا تقبل الفصل.
وإذا كان الجزء الثالث من هذه السلسلة، وموضعه:"المسيح -في مصادر العقائد المسيحية" قد صدر سابقًا لجزأيها الأول والثاني بأكثر من عام، فمرد ذلك إلى ظروف خارجة عن الإرادة ومسائل إجرائية اقتضت ذلك الوضع الذي خشيت معه ألا أتمكن من إصدار الجزأين الأول والثاني، مما دفعني إلى إصدار الجزء الثالث دون ترقيم. بعد أن استنفد من الجهد والعناية المركزة الشيء الكثير.