رسل الله بشر ولدوا جميعًا من نساء جئن من ذرية آدم، اصطفاهم الله واختصهم برسالاته، فهم {عِبَادٌ مُكْرَمُونَ، لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}[الأنبياء: ٢٦-٢٨] .
وبين "أمر الله" والعمل في خدمة رسالاته حمل المرسلون أثقالًا وتعرضوا لضغوط عالية ومواقف حرجة وقاسوا محنًا وآلاما وكانت حياتهم جهادا خالصًا في سبيل الله.
ومن المسلمات في واقع الحياة أن "الناس معادن" تختلف خواصهم كاختلاف خواص المعادن والخامات الطبيعية فمنها المتميز النادر كالذهب ومنها الرخيص الوفير كالتراب. ومنها الصلد الشديد كالحديد ومنها الطري اللعوب كالزئبق، ومنها.. ومنها ...
ومن المسلمات كذلك أن الناس مواهب يختلفون في حظوظهم منها كاختلافهم في الأشكال والألوان. فهذا له يد فنان وذاك شاعر بالسليقة وثالث ذو عقلية رياضية. وهكذا.
بعد ذلك يأتي شيء من التعليم والتهذيب -قل أو كثر- ليصقل تلك المواهب ويرتقي بها، فتثبت قدم كل ذي موهبة فيما حظي به.
وفي مجال الرسالة الإلهية لا نجد عجبًا يخالف واقع الحياة أو طبيعة الأشياء فالرسل هم أولًا وأخيرًا بشر من الناس إلا أنهم صنعوا على عين "الحق" فكانوا أهلًا لرسالات الله، و {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}[الأنعام: ١٢٤] .