هو أبو البشرية الثاني، الذي حمل في فلكه بذور الحياة فأنقذها بأمر الله من الطوفان. وتقول التوراة -أسفار موسى الخمسة التي تتصدر العهد القديم:"كان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك سامًا وحامًا ويافثًا. وحام هو أبو كنعان ... ومن هؤلاء تشعبت كل الأرض.
وابتدء نوح يكون فلاحًا وغرس كرمًا، وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه، فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه خارجًا.
فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء فلم يبصرا عورة أبيهما. فلما استيقظ نوح من خمره، علم ما فعل به ابنه الصغير، فقال: معلون كنعان. عبد العبيد يكون لإخوته. وقال: مبارك الرب إله سام، وليكن كنعان عبدًا لهم. ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام، وليكن كنعان عبدًا له".
"تكوين ٩: ١٨-٢٧".
من الواضح أن هذه أول بذرة لما يعرف بـ "السامية" باعتبارها عرقًا جنسيًا يتعالى عن بقية البشر، ولو كانوا إخوة "أبناء أب واحد". وإذا كان علماء اليوم على إدراك تام بأن الحديث عن السامية لا يعني مدلولًا عرقيًا، وإنما يمكن أن يعطي مفهومًا لغويًا بمعنى أن الشعوب التي عاشت في منطقة الشرق الأوسط تكلمت لغات بينها أواصر قربى، وتعرف بمجموعة اللغات السامية، وهذه تنقسم إلى عدة أسر هي:
أسرة اللغات الأكادية والبابلية والآشورية، وأسرة اللغات الكنعانية، وأسرة اللغات العربية، وأسرة اللغات الحبشية.
وثمة تساؤل يلح عن الظلم الفادح الذي أصاب كنعان بسبب تصرف نسب إلى أبيه حام، إذ من الواضح أن كنعان بريء تمامًا من لكل خطية تورثه اللعنة