جاء يحيى بن زكريا، والمسيح عيسى، ومن بعده تلاميذه وحواريوه يبشرون جميعًا باقتراب "ملكوت الله" أو "ملكوت السموات".
فمن الواضح "أن ملكوت الله" أو "ملكوات السموات" هو شيء عظيم وخطير الشأن، وتحقيق للنبوءات السابقة. وهو أمل يرتجى في تخليص البشرية من أغلالها وهدايتها إلى طريق الله البر الرحيم. ومن المؤكد أن "ملكوت الله" شيء يأتي بعد المسيح الذي جاء يبشر باقترابه.
ولقد بين المسيح أن الملكوت يعني نبوة ورسالة. ففي حواره مع "رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب" في الهيكل، ألقى إليهم النذير بنزع النبوة من بني إسرائيل وإعطائها لأمة أخرى أفضل وأجدر بحمل رسالة الله إلى الآخرين -فقال قولته الشهيرة:"لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره".
لقد أوتي بنو إسرائيل النبوة وحملوا الرسالة فماذا فعلوا؟!
تربصوا بالأنبياء وعصوا المرسلين، فاستحقوا ما جرى لهم، والله أعلم بما هو آت ...
ولقد جاء محمد نبي الملكوت المنتظر بعد المسيح، وهو نبي -لا يزال- يقول فيه الإنجيل على لسان المسيح مخاطبًا تلاميذه:
"إن لي أمورًا كثيرة أيضًا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن.
وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق. لأنه لا يتكلم من نفسه بل بكل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية".
وأخيرًا جاء محمد نبي الملكوت.. فماذ فعل الذين كانوا ينتظرونه؟