إنها قصة متكررة تستقي أحداثها المأساوية من قلوب مريضة ونفوس هوى بها الهوى.
فلا يزال اليهود يصلون إلى اليوم من أجل قدوم المسيح المخلص ...
ولقد جاء المسيح منذ ٢٠ قرنا، وبلغ الرسالة وأعطى البشارة وهم له رافضون.
ولا يزال المسيحيون يصلون إلى اليوم من أجل قدوم ملكوت الله قائلين:"أبانا الذي في السموات.. ليتقدس اسمك وليأت ملكوتك".
ولقد جاء الملكوت منذ ١٤ قرنًا: نبيه محمد، وكتابه القرآن، ورسالته الإسلام، لكنهم بقوا على حالهم من الغفلة والصد والنكران.
ولقد بلغ الضلال غايته حين نسجت حول الإسلام وكتابه ونبيه أحاديث الإفك ودعاوى الباطل، وألصق به ما ليس منه في شيء، ثم ما لبثت تلك الأباطيل أن صارت تراثًا. يتوارثونها جيلًا بعد جيل.
وكان قمة المأساة حين وقف البابا إيربان الثاني رأس الكنيسة الكاثوليكية ليعطي في مجمع كليرمونت عام ١٠٩٥ إشارة البدء بالحروب الصليبية -محطمًا بذلك كل ما تقوله الأناجيل عن تعالي المسيح في المحبة والتسامح -ثم ينعت المسلمين بالكفرة ويقول لسامعيه:
"أنتم فرسان أقوياء ولكنكم تتناطحون وتتنابذون فيما بينكم. ولكن تعالوا حاربوا الكفار. يا من تنابذتم اتحدوا، يا من كنتم لصوصًا كونوا الآن جنودًا.
تقدموا للدفاع عن المسيح، لا تمنعكم عواقيب ولا تلهكم نساؤكم ولا أولادكم ولا أموالكم عن القتال في سبيل الله.
تقدموا إلى بيت المقدس، انتزعوا الأرض الطاهرة واحفظوها لأنفسكم فهي تدر سمنًا وعسلًا.