اذهبوا إلى القتال وسنرتب أموركم وأموالكم في غيابكم.
سأغفر لكم ذنوبكم وخطاياكم بالقوة التي زودني بها الله"!
ولقد استمر ذلك الحقد الأسود هو الميراث الذي يحرص الجميع على الأخذ منه بنصيب ولو كان أقل القليل.
وإذا كانت الحروب الصليبية قد فشلت في تحقيق مطامع مثيريها في الاستيلاء على الأرض واغتصاب خيراتها وإقامة ممالك صليبية في الشرق الإسلامي. فإن روحها العدوانية لا تزال تتحكم في تحديد السياسية الدولية إلى الآن.
يقول "إيوجين روستو" رئيس قسم التخطيط بوزارة الخارجية الأمريكية ومستشار الرئيس الأمريكي السابق "ليندون جونسون" حتى عام ١٩٦٧: "يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب. بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية.
لقد كان الصراع محتدمًا بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى "الحروب الصليبية" وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصورة مختلفة. ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي.
إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي، فلسفته وعقيدته ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي بفلسفته وعقيدته المتمثلة في الدين الإسلامي، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها"١.