للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إن "رستو" يحدد بوضوح أن هدف الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية وذلك استمرارًا للحروب الصليبية، وهو في هذا لا يأتي بجديد. إنما هو يردد تعاليم عتاة الاستعمار الغربي وينهل مما توارثوه جميعًا من جهل بالإسلام وحقد عليه ورعب ملأ قلوبهم منه بسبب ما أشاعته السلطات الدينية حوله من أساطير وخرافات.

فمن قبل قال "جلادستون" رئيس وزراء بريطانيا: "ما دام هذا القرآن موجودا، فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان"١.

وحين احتلت بريطانيا فلسطين في الحرب العالمية الأولى نشرت الصحف البريطانية صورة الجنرال "اللنبى" وكتبت تحتها عبارته المشهورة التي قالها عقب فتح المقدس: "اليوم انتهت الحروب الصليبية".

وقد هنأ "لويد جورج" وزير الخارجية البريطانية الجنرال "اللنبى" في البرلمان لإحراز النصر فيما أسماه: الحملة الصليبية الثامنة.

وكانت هذه السموم هي التي نفثها الجنرال "جورو" الفرنسي عندما اقتحم "دمشق وتوجه فورًا إلى قبر صلاح الدين وركله بقدمه قائلًا: "ها قد عدنا يا صلاح الدين".

وهكذا يحصد المسلمون والمسيحيون ثمار ضلالات دينية سببها الجهل المتعمد بالإسلام -لا تزال حتى الآن سببًا وحيدًا لاشتعال الحروب المتتالية بينهم.


١ الإسلام على مفترق الطرق: ص٤١، تأليف المستشرق النمسوي "ليوبولد فايس"، وكان قد بدأ في عام ١٩٢٢ عمله مراسلًا متجولًا لعدد من الصحف الأوربية في الشرق الإسلامي حيث درس أحواله الدينية والسياسية والاجتماعية ولما عاد إلى النمسا عام ١٩٢٦ أعلن إسلامه وتسمى باسم "محمد أسد".

<<  <   >  >>