للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إن تبعة ذلك كله تقع أولًا على عاتق علماء المسيحية ومبشريها. ثم هي تقع بعد ذلك على عاتق كل من يؤمن بتعاليم المسيح في الإنجيل ويصدقها القول والفعل.

وإذا تركنا مسيحية القرون الوسطى والنظرة الخاطئة للإسلام والمسلمين وسرنا عبر التاريخ حتى مطلع القرن العشرين، لوجدنا تكريسًا لما سبق من خرافات وأباطيل.

فقد عقد بالقاهرة عام ١٩٠٦ مؤتمر للتبشير يجمع إرساليات التبشير البروتستانتينية للتفكير في نشر الإنجيل بين المسلمين. وقد افتتح يوم ٤ إبريل في منزل أحمد عرابي باشا في باب اللوق وبلغ عدد مندوبي الإرساليات ٦٢ بين رجال ونساء، من الولايات المتحدة وإنجلترا وألمانيا وهولندا والسويد والدانمرك.

وانتخب القسيس "زويمر" -رئيس إرساليات التبشير في البحرين وصاحب فكرة عقد المؤتمر- رئيسا له. وقد جمعت أبحاثه في كتاب يحمل اسم "وسائل التبشير بالنصرانية بين المسملين" واشتمل الفصل الأول منه على بحث "عما إذا كان الإله الذي يعبده المسلمون هو إله النصارى واليهود أم لا؟ وقد صرح الدكتور "لبسيوس" بأن إله الجميع واحد، إلا أن القسيس "زويمر" خالفه في هذا الرأي فقال: إن المسلمين مهما يكونون موحدين فإن تعريفهم لإلههم يختلف عن تعريف المسيحيين لأن إله المسلمين ليس إله قداسة ومحبة"١.

عجيب حقًا أمر هؤلاء الناس....

لقد عرف الإسلام كدين منذ منتصف القرن السابع، واشتهر بالتوحيد الخالص وعبادة الإله الواحد خالق كل شيء، والتصديق بكل رسالات الله وكتبه وأنبيائه ومنهم إبراهيم وموسى وعيسى المسيح.

تلك كلها معلومات أولية لا تحتاج من غير المسلم إلى دراسة أو تمحيص.


١ الغارة على العالم الإسلامي ص٢٢.

<<  <   >  >>