وفي هذا الكتاب:"النبوة والأنبياء"، نجد حديثًا عن مفهوم النبوة ومظاهر التنبؤ وحقيقة الأنبياء وشيئًا من سلوكهم وأحوالهم، مع بيان الملامح المشتركة بينهم والخصائص المميزة لكل منهم.
لقد جرى التركيز على دراسة "النبوة في بني إسرائيل" باعتبارهم طائفة تكاثر فيها الأنبياء. وربطت بوجودهم أثناء حياتهم وبالأسفار التي حملت أسماءهم بعد وفاتهم.
إن "إسرائيل" لم تزدحم بالأنبياء الحقيقيين قدر ازدحامها بالأنبياء المحترفين الذين ازدادوا فيها زيادة مخيفة جعلت الجيل الواحد يشهد أكثر من ٤٥٠ من ذلك الصنف الضليل. لقد ربط أولئك المحترفون أنفسهم بأهل الضلال من حكام إسرائيل –وما كان لهم من وسيلة للتعيش سوى ذلك- فأفسد ذلك شعبهم وعجل بنهاية دولتهم رغم جهاد الأنبياء الحقيقيين ضدهم لإنقاذ تلك الأوضاع المتردية ومحاولة الإفلات من سوء المصير المرتقب.
فمن المعلوم أن محاولة خلق أول كيان سياسي "لإسرائيل" بدأت على عهد ساول "١٠٢٠-١٠٠٠ ق. م"، وانتهت "بكفاح مرير مع الفلسطينيين الذين أغاروا مرة على المملكة "الوليدة" في قوة كبيرة، ووقعت المعركة الفاصلة على منحدرات جبل جلبوع حيث لقى شاول وثلاثة من أبنائه حتفهم"١.
ولقد خلف داود شاول "١٠٠٠-٩٦٥ ق. م" ثم "ورث سليمان داود""٩٦٥-٩٢٦ ق. م".
يقول جيمس باركس:"لقد كانت المملكة التي أقامها داود قصيرة العمر، فقد انقسمت بمجرد موت ابنه سليمان إلى قسمين: أحدهما المملكة الجنوبية أو ممكلة يهوذا "وكانت قليلة العدد تضم سبطين فقط هما يهوذا وبنيامين وعاشت من ٩٢٦ إلى ٥٨٦ ق. م"، وقد اتخذت أورشليم التي استولى عليها داود من اليبوسيين عاصمة لها، وانتسب إليه اليهود فيما بعد.
١ أطلس إسرائيل الحديث - ١٩٦٨ "مرجع إسرائيلي حكومي".