للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قالوا: وما هن يا أبا شاس؟ اجعل لنا في الثالثة مخرجاً!! قال إما أن تردوا شاساً حياً، وإما أن تملأوا لي ثوبي هذا من نجوم السماء، وإما أن تأتوني بغنى كلها، رجالها ونسائها، فإن شئت قتلت، وإن شئت صفحت!!.

فقالوا: لا نقدر على واحدة منها، لا نقدر على إحياء الموتى، ولا على نجوم السماء، وأما بنو غنى فإنهم أحرار لا ينقادون لأحد ولا يهدرون نفوسهم في جريرة غيرهم، ولكن يا أبا قيس نعطيك خيراً مما تطلبه، وندفع إليك قاتل ولدك تحكم فيه بحكمك، وندفع إليك بعد ذلك عشر ديات حتى نرضيك؛ فقال زهير: ما كان شاس بحزور فآكل ثمنه، ولا قاتله مثله، فأقتله به، واستكبر؛ حتى هاجت الحرب بين هوازن وغطفان بسبب ذلك، وإنما دخلت هوازن مع بني غنى لأنهم كانوا حلفاً، فقتل زهير في تلك الحرب، قتله خالد بن كلاب، وقتل ثعلبة بن الأعرج وغيرهما، ولهم حديث.

<<  <   >  >>