قوله: عارية تسترد م مستعيرها، وعرية يرتجعها معيرها، كم لها من آير، تعلن بذمها على المنابر، ومن لائم، وهو بها جد هائم، يغدو منها الزاهد، وهو لضنك العيش مجاهد، فقيل هو للدنيا رافض، وقد ركضه عن الدنو منها راكض، سمعت في الناس بزاهد واحد، ولا تخفى الغزالة لجاحد، رب الخورنق، في صفو عيش غير مرنق، فسره ما رأى من ملكه العقيم، وميز بصحيح من الفكر غير سقيم، فقال أو كلما آري إلى زوال؟ قيل نعم وتقلب من الأحوال، فقال: لأطلبن عيشاً لا يزول، وملكاً ربه عنه غير معزول، فانخلع من ملكه ولبس الأمساح، وذهب في الأرض مترهباً وساح، وحق للعاقل أن يتوب، قبل أن يوافي أجله المكتوب.
العارة: أن يستعير الإنسان من شيء ثم يرده، ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(العارية مؤداة) ، واشتقاقها من التعاور، وهو التداول، يقال: تعاوروا الشيء بينهم: إذا تداولوه، وعورت فلاناً الشيء: إذا داولته إياه، وأصل العارية: عورية، فانقلبت واوها ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها.
والعرية: النخلة يهب الرجل ثمرها لرجل آخر عامه ذلك، وهي التي رخص في بيع ثمرها في رأسها، وجمعها عرايا، قال سويد بن الصامت الأنصاري: