في هذه الحلقة أتم ما بدأت من موضوع تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يلي:
٨- السيدة: جويرية بنت الحارث - رضي الله عنها:
وكانت أرملة ماتع بن صفوان الذي كان من ألد أعداء الإسلام وأشدهم خصومة للرسول صلى الله عليه وسلم. كان قد قتل يوم المريسيع خلاله غزوة بني المصطلق وتركها فوقعت أسيرة في يد المسلمين، وهي أيضا بنت الحارث بن ضرار سيد بني المصطلق الذين كانوا يتآمرون على المسلمين وأحيانا يغيرون عليهم ويوقعون بهم الضرر.
وقد ورد في صحيح البخاري عن عائشة- رضي الله عنها تعالى- أنها قالت:
"أصاب رسول الله خير نساء بني المصطلق، فأخرج الخمس منه ثم قسمه بين الناس، فأعطى الفرس سهمين والرجل سهما، فوقعت (جويرية بنت الحارث) في سهم ثابت بن قيس، فجاءت إلى الرسول فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما قد علمت، وقد كاتبني ثابت على تسع أواق، فأعني على فكاكي، فقال عليه السلام: "أو خير من ذلك؟ ". فقالت: ما هو؟. فقال: "أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك". فقالت: نعم يا رسول الله. فقال رسول الله: "قد فعلت".
فلما علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا قالوا: "أصهار رسول الله يسترقون؟ ". فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبي بني المصطلق، فبلغ عتقهم مائة بيت بزواجه عليه السلام بنت سيد بني المصطلق.
ولم يسع لبني المصطلق بعد إطلاق سراحهم والإحسان عليهم من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين إلا أن يسلموا ويتخلصوا من حقدهم على الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم ويقلعوا عن جرائم قطع الطريق والغارات التي كانوا يشنونها على ديار المسلمين (كانت هذه القبيلة من قطاع الطريق) . وقد ورد في بعض الروايات أنه وصل أبو السيدة جويرية لعتقها من الأسر قبل