وكانت سيدة بني قريظة وأيضا سيدة بني النضير وهما قبيلتان من اليهود عقدتا صلحاً مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين ثم نقضتا العهد غدرا وخيانة. والسيدة صفية ابنة حيي بن أخطب الذي كان سيد بني قريظة ومن ناحية الأم هي ابنة صيمويل الذي كان سيد بني النضير. وكانت السيدة (صفية) قد أسرت بعد مقتل زوجها في غزوة خيبر وروي أنها - رضي الله عنها - لما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:"لم يزل أبوك من أشد اليهود عداوة لي حتى قتله الله". فقالت:"يا رسول الله إن الله يقول في كتابه: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ".
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:"اختاري فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك"، فقالت:"يا رسول الله لقد هويت الإسلام، وصدقت بك قبل أن تدعوني إلى رحلك ومالي في اليهودية أرب، ومالي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام فالله ورسوله أحب إلي من العتق، وأن أرجع إلى قومي". فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه. ونرى كثيراً من اليهود أسلموا بعد هذا الزواج، ولا نراهم يتآمرون ويؤلبون قبائل العرب ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده.