أساس أن ما يطلبن يعتبر شيئا يسيرا بل متوفرا لدى غالبية المسلمين، وجئن بدليل قوي وهو أنهن قد صبرن على آلام الفقر والحرمان والمسكنة في الماضي، أما بعد أن أفاء الله بنعمائه وكثرت الأموال والغنائم والجواري فلم يبق أي مبرر لاستمرار حياة الفقر والمسكنة والجوع والفاقة.
فانزعج النبي صلى الله عليه وسلم لدرجة أنه هجر أزواجه كلهن لشهر كامل والتزم الصمت معهن حتى ذل بين الناس أنه قد طلقهن.
٢- حادث التخيير:
هذا الحدث تتمة لحدث الإيلاء، فعندما ظلت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مصرات على طلب زيادة النفقات، أنزل الله سبحانه آيات التخيير وجعلهن يخترن بين أمرين:
(١) إما الحياة مع الرسول صلى الله عليه وسلم مع الفقر والمسكنة.
(٢) وإما الحياة بدون الرسول صلى الله عليه وسلم مع رغد وبحبوحة في العيش وأنزل الله سبحانه وتعالى قوله:
فخير النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته بين الأمرين وأسمعهن هذه الآيات. وقال للسيدة عائشة:"تشاوري مع والديك ولا تتعجلي في الأمر" فردت على الفور: "هل أتشاور في الله والرسول يا رسول الله؟ ".
والمعروف أن كل واحدة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم اختارت الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم والدار الآخرة مع حياة الفقر والفاقة والمسكنة والتقشف والبساطة حتى شهد التاريخ أنه ما كان يوجد زيت للإنارة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم انتقل إلى رحاب الله.
فهل يمكن هذا لرجل غير النبي أن يعيش مثل هذه العيشة ويجبر زوجاته أيضا عليها؟.
والشخص الذي يتدبر هذه الأمور ويتعرف على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لاسيما حياته العائلية لا يمكن أن يتهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالشهوانية والتكالب على الملذات الحسية لو كان لهذا الشخص أدنى وازع من الضمير أو لديه ذرة من الحياء والخجل.