لمس فظاعة أهل دينه" عن حقائق خطيرة من معتقدات اليهود. وفي سنة ١٥٦٩م حرق الأهالي مكتبة اليهود بسريمونا Cermona التي وجدت فيها ١٢٠٠٠ نسخة للتلمود وكتب عبرية أخرى.
وقد أدت هذه الحركات التي بطشت باليهود إلى التفكير في استراتيجية وبرنامج جديدين، تسميه دائرة المعارف اليهودية بالإصلاح Reformation، ولكن النهاية التي وصل إليها "الإصلاح" تتجلَّى في الحركة الصهيونية الهدامة.
وقد حصل اليهود في نفس هذه الفترة على ترخيص من البابا، فطبعوا تلمود بابل كاملًا سنة ١٥٢٠ في البندقية، وقام بالطبع دانيال بومبرجق Daniel Bomberg وبعد ثلاثة أعوام طبع "دانيال" تلمود فلسطين أيضًا لأول مرة.
وبعد ثلاثين سنة من طبع التلمود عاد الفاتيكان فأمر بإحراق كل نسخ التلمود، بسبب ما تكشف من عقائد اليهود، والنشاط الذي ظهر بينهم بسبب الحرية التي نالوها، وكان منها التصريح الذي حصلوا عليه من الفاتيكان بطبع التلمود، وفي ٩ سبتمبر "أيلول" سنة ١٥٥٣ أحرقت كل النسخ التي أمكن الاستيلاء عليها في روما، وكان ذلك بمقتضى مرسوم خاص inquisition أصدره الفاتيكان، وقد جرت عمليات مماثلة لحرق التلمود في مدن إيطالية أخرى، منها في مدينة سريمونا سنة ١٥٥٩م. وقد فرضت الرقابة على طبع التلمود وكتب عبرية أخرى.