جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ عِنْدِي فَقَالَ لَهَا مَنْ أَنْتِ فَقَالَتْ: أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ قَالَ أَنْتِ حَسَّانَةُ؛ كَيْفَ أَنْتِ كَيْفَ حَالُكُمْ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا، قَالَتْ بِخَيْرٍ بِأَبِي أَنْتَ، فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الإِقْبَالَ؟ قَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ وقال: إنه صحيح على شرط الشيخين، وقد روى ابن عبد البر من طريق الكديمي عن أبي عاصم فسمى المرأة الحولاء، فيحتمل أن يكون وصفها أو لقبها، ويحتمل التعدد مع بعده لاتحاد الطريق، وللعسكري من جهة الزبير بن بكار، حدثنا محمد بن حسن، حدثنا إبراهيم بن محمد عن محمد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ أن عجوزا سوداء دخلت على النبي ﷺ فحياها وقال: كيف أنت كيف حالكم، فلما خرجت قالت عائشة: يا نبي الله ألهذه السوداء تحيي وتصنع ما أرى؟ فقال: إنها كانت تغشانا في حياة خديجة، وإن، وذكره قال الزبير حدثني سليمان بن عبد اللَّه عن شيخ من أهل مكة قال: هي أم زفر ماشطة خديجة، ومن حديث حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كانت تأتي النبي ﷺ امرأة فيكرمها فقلت يا رسول اللَّه من هذه؟ فقال: هذه كانت تأتينا على زمن خديجة، وإن وذكره، وهذا الأخير عند البيهقي في الشعب، وقال: إنه بهذا السند غريب. انتهى، والعهد ينصرف في اللغة إلى وجوه أحدها الحفظ والمراعاة وهو المراد هنا.