وأفرد الخطابي في العزلة جزءا، وصح: المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، خير من ضده، قال الخطابي: وهي عند الفتنة سنة الأنبياء، وعصمة الأولياء، وسيرة الحكماء والألباء، فلا أعلم لمن عابها عذرا، ولا أفهم لمن تجنبها فخرا، لا سيما في هذا الزمان القليل خيره، البكيء دره، فباللَّه نستعيذ من شره وريبه، وضرره وعيبه، قلت: ورحمه اللَّه كيف لو أدرك هذا الزمن الكثير الشر والمحن، ثم أنشد لبعضهم فقال:
وكل رئيس له ملال … وكل رأس به صداع
لزمت بيتي وصنت عرضا … به عن الذلة امتناع
أشرب مما ادخرت كأسا … له على راحلتي شعاع
وأجتني من عقول قوم … قد أقفرت منهم البقاع
ونحوه قول أبي حيان أيضا:
أرحت نفسي من الإيناس بالناس … لما غنيت عن الأكياس بالياس
وصرت في البيت لا أرى أحدا … بنات فكري وكتبي هن جلاسي
وفي معناه لابن الوردي أبيات:
ولزمت بيتي قانعا ومطالعا … كتب العلوم وذاك زين الزين
٥٦٩ - حَدِيث: السُّلْطَانُ وَلِيُّ مِنْ لا وَلِيَّ لَهُ، أصحاب السنن إلا النسائي عن عائشة به مرفوعا في حديث، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان، ورواه ابن ماجه، عن ابن عباس، وله طرق.