وفي القناعة أحاديث كثيرة، منها حديث ابن عمر مرفوعا: قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنعه اللَّه بما آتاه، وعن علي في قوله ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ قال: القناعة، وكذا قال الأسود: إنها الرضى والقناعة، وعن سعيد بن جبير، قال: لا تحوجه إلى أحد، وقال بشر بن الحارث: لو لم يكن في القُنوع إلا التمتع بالعز، لكفى صاحبه، وقال بعض الحكماء: انتقم من حرصك بالقناعة، كما تنتقم من عدوك بالقصاص، وكان من دعائه ﷺ: اللَّهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه، وقال الشاعر:
ما ذاق طعم الغنى من لا قُنوع له … ولن ترى قانعا - ما عاش - مفتقرا
والعرف من يأته يحمد مغبته … ما ضاع عرف وإن أوليته حجرا
وقال غيره:
تسربلت أخلاقي قنوعا وعفة … فعندي بأخلاقي كنوز من الذهب
فلم أر خصبا كالقنوع لأهله … وأن يُجمل الإنسان ما عاش في الطلب