ويحكى عن ليث بن أبي سليم أنه قال: كنت أمشي مع طلحة بن مصرف فتقدمني وقال: واللَّه لو علمت أنك أكبر مني بيوم ما تقدمتك، وقد ترجم البخاري في الأدب المفرد: إذا لم يتكلم الكبير، هل للأصغر أن يتكلم، وساق حديث ابن عمر: أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم، وأنه منعه من الإعلام بما وقع في نفسه من كونها النخلة وجود أبي بكر وعمر وسكوتهما، وقال له أبوه: لو قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت، وكل هذا لا يمنع التنويه بفضيلة الصغير، ففي الصحيح عن ابن عباس قال: كان عمر ﵁ يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم تدخل هذا معنا، ولنا أبناء مثله، فقال عمر: إنه مما علمتم، وفي لفظ: من حيث علمتم، فدعاهم ذات يوم، فأدخله معهم، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم، وذكر الحديث في ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّه وَالْفَتْحُ﴾.
٧٩٤ - حديث: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي النَّارِ، مسلم وابن حبان في صحيحهما، وأبو داود وابن ماجه، كلهم عن أبي هريرة مرفوعا: يقول اللَّه، والباقي نحوه، لفظ ابن ماجه: في جهنم، وأبي داود: قذفته في النار، ومسلم: عذبته، وقال: رداؤه وإزاره بالغيبة، وزاد مع أبي هريرة أبا سعيد ورواه الحاكم في مستدركه من وجه آخر بلفظ: قصمته، وبدون ذكر العظمة، وقال: صحيح على شرط مسلم، وممن أخرجه بلفظ الترجمة القضاعي في مسنده من حديث عطاء بن السائب عن أبيه عن أبي هريرة بزيادة: يقول اللَّه،