كلاهما من حديث أبي داود سليمان بن عمرو النخعي عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا ولفظه: من اغتاب أخاه فاستغفر له فهو كفارته، والنخعي ممن اتهم بالوضع، وعند الدارقطني من حديث حفص بن عمر الأيلي عن مفضل بن لاحق عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه: من اغتاب رجلا ثم استغفر له من بعد ذلك غفرت له غيبته، وحفص ضعيف. وعند البيهقي في الشعب من جهة عباس الترقفي ثم من جهة همام بن منبه عن أبي هريرة قال: الغيبة تخرق الصوم والاستغفار يرفعه فمن استطاع منكم أن يجيء غدا بصومه مرقعا فليفعل، وقال عقبه: هذا موقوف وسنده ضعيف. وعن ابن المبارك قال: إذا اغتاب رجل رجلا فلا يخبره ولكن يستغفر وعن محبوب بن موسى قال: سألت علي بن بكار عن رجل اغتبته ثم ندمت، قال: لا تخبره فتغري قلبه، ولكن ادع له وأثن عليه حتى تمحوا السيئة بالحسنة، وللحاكم وقال: صحيح والبيهقي وقال: إنه أصح مما قبله، وهو في معناه من حديث حذيفة قال: كان في لساني ذرب على أهلي لم يعدهم إلى غيرهم فسألت النبي ﷺ فقال: أين أنت من الاستغفار يا حذيفة إني لأستغفر اللَّه كل يوم مائة مرة، وهو عند البيهقي بنحوه من حديث أبي موسى، وبمجموع هذا يبعد الحكم عليه بالوضع، وإن كان أصح منه حديث أبي هريرة رفعه: من كان عنده مظلمة لأخيه فليستحلله منها، لكن قد روي عن ابن سيرين أنه قيل له: إن رجلا اغتابك فتُحله، قال: ما كنت لأحل شيئا حرمه اللَّه.