للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بشيبان الراعي وسألاه فباطل باتفاق أهل المعرفة، لأنهما لم يدركاه، قال: وكذلك ما ذكر من أن الشافعي اجتمع بأبي يوسف عند الرشيد باطل، فلم يجتمع الشافعي بالرشيد إلا بعد موت أبي يوسف، قال شيخنا: وكذا الرحلة المنسوبة للشافعي إلى الرشيد وأن محمد بن الحسن حَرَّضه على قتله، وإن أخرجها البيهقي في مناقب الشافعي وغيره فهي موضوعة مكذوبة، ومن الثاني قول الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ثلاث كتب ليس لها أصول: المغازي والملاحم والتفسير، قال الخطيب في جامعه: وهذا محمول على كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها لعدم عدالة ناقليها وزيادات القصاص فيها، فأما كتب الملاحم فجميعها بهذه الصفة وليس يصح في ذكر الملاحم المرتقبة والفتن المنتظرة غير أحاديث يسيرة، وأما كتب التفسير فمن أشهرها كتابا الكلبي ومقاتل ابن سليمان، وقد قال أحمد في تفسير الكلبي: من أوله إلى آخره كذب، قيل له: فيحل النظر فيه؟ قال: لا، وأما المغازي فمن أشهرها كتاب محمد بن إسحاق وكان يأخذ عن أهل الكتاب، وقد قال الشافعي: كتب الواقدي كذب، وليس في المغازي أصح من مغازي موسى بن عقبة، انتهى.

ومن القبور ما يذكر بجبل لبنان من البقاع أنه قبر نوح ، وإنما حدث في أثناء المائة السابعة، والمشهد الذي ينسب لأبي بن كعب بالجانب الشرقي من دمشق مع اتفاق العلماء أنه لم يقدمها، فضلا عن دفنه فيها، والمكان المنسوب لابن عمر من الجبل الذي بالمعلاة لا يصح من وجه، وإن اتفقوا على أنه توفي بمكة، والمكان المنسوب لعقبة بن عامر من قرافة مصر إنما هو بمنام رآه بعضهم بعد مدد متطاولة، والمكان المنسوب لأبي هريرة بعسقلان إنما هو قبر جندرة بن خيشنة، كما جزم به بعض الحفاظ الشاميين، ولكن قد جزم ابن حبان وتبعه شيخنا بالأول، والمكان المعروف بالمشهد الحسيني بالقاهرة ليس الحسين مدفونا فيه باتفاق، وإنما فيه رأسه فيما ذكر بعض المصريين ونفاه بعضهم، قاله شيخنا. ومنهم التقي ابن تيمية فقد رأيت له جوابا بالغ فيه في إنكار ذلك وأطال فيه،

<<  <   >  >>