للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب) فهلك عنها فتزوجها أخوة (عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب) الذي مات شهيدًا إثر غزوة بدر وكلاهما ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى كل حال فإن كلتا الروايتين تتفق على أن زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من زينب كان بعد زواجه من (حفصة بنت عمر) - رضي الله عنهما -.

ومن هنا نستدل على أن الرواية الثانية هي الأرجح؛ لأن زواجه - صلى الله عليه وسلم - من حفصة كان بعد غزوة بدر التي استشهد فيها (عبيدة) - رضي الله عنه - وأيضًا نستدل على أن إسلامها وزواجها كان في مكة قبل الهجرة.

مضت أيام الحياة بزينب في مكة بعد زواجها وإسلامها قاسية مريرة شأنها شأن المسلمين الأوائل السابقين الذين تحملوا عبء الصمود في وجه طغيان قريش واستبدادها وظلمها، عاشت أيام الحرمان والعذاب وتحملت بجلد قسوة القطيعة الاقتصادية والاجتماعية التي فرضها طغمة الجاهلين على النبي - صلى الله عليه وسلم - وجماعة المسلمين.

وقضت - رضي الله عنها - سنوات الشعب الثلاث في ضنك وألم وشدة مسغبة ولكنها كانت تتزود من إيمانها العظيم لآمالها في المستقبل وثقتها العظمى التي لا حد لها بالله - سبحانه وتعالى - أو أن ما تمر به مع أخواتها وإخوانها إنما هو ابتلاء وامتحان لا يضاهيه ويهزمه إلا الصبر عليه.

[الهجرة]

مرت - رضي الله عنها - بتجربة جديدة لا تقل مرارة وقسوة عما سلف، كان من نتائجها البعد عن الأهل والوطن واتساع

<<  <   >  >>