للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعاد موكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة بين تهليل وتكبير وفرحة غامرة وعاشت المدينة أيامًا جميلة وكأنها في عرس وبهاء إلا بيت زينب بنت خزيمة - رضي الله عنها -.

فقد كانت في هم شديد وحزن بالغ على زوجها وحبيبها الجريح، المسجى على الفراش يعاني سكرات الموت.

الحبيب الذي قضت معه أجمل أيام حياتها وأطيب زمان المشاركة كانت ترعاه وتعتني به وتقدم له كل ما يمكنها من إسعاف برجاء أن يشفى وتعود إليه عافيته وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعض أصحابه يزورونه في البيت ليطمئنوا عليه ويواسوه في محنة مرضه ويشجعونه ويبعثون في نفسه وقلبه الأمل والرجاء.

لكن الله أراد عبيدة شهيدًا .. واختاره الله - تعالى - إلى جواره فبكته زينب بدمع وحزن بالغ، متذكرة أيام هنائها معه ومتعتها بصحبته ..

ولكن بكاء الصابرة المؤمنة احتسبته عند الله - تعالى - داعية له بحسن الثواب، وكان من عادة العرب كما سلف وعلمت أن يكرموا أحباءهم وأقرباءهم وعظماءهم بالزواج من نسائهم بعد موتهم.

الزواج وأم المؤمنين: ومن أولى منه - صلى الله عليه وسلم - بمواساة زينب الأرملة؟ ومن أولى من محمد بن عبد الله صاحب الخلق العظيم بأن يكون السابق إلى كل مكرمة. وهو - صلى الله عليه وسلم - قدوة المتقين وإمام المؤمنين وسيد الخلق أجمعين وأسوة المسلمين في كل وقت وحين.

<<  <   >  >>