للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن مستندهم في هذا الخبر على إيش؟ هل استندوا على حس؟ أو استندوا على رؤيا؟ الرؤيا لا يبنى عليه حكم من الأحكام، وهذا حكم من الأحكام، وشيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- يقرر أن بعض الشياطين تلبس بصورة الشيخ، ولبس على بعض المفتونين وقال: إن شيخ الإسلام يقول كذا، وكذبه شيخ الإسلام، يقول: هذا شيطان تصور بصورتي، فلا بد أن يكون مستند الخبر الحس هذا تنبيه خفيف، نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، أما بعد:

قال المؤلف -رحمه الله تعالى-:

وَالثَّاني آحَادٌ فَمِنْهُ مَا اِشْتَهَر ... ْكَذَا عَزِيزٌ ثُمَّ فَرْدٌ قَدْ ظَهَرْ

فَإِنْ أَتَى مِنْ طُرُقٍ ثَلاَثٍ أَوْ ... مِنْ فَوْقِهَا فَذَاكَ مَشْهُورٌ رَأَوْا

وَحَيْثُ عَمَّتْ شُهْرَةٌ كُلَّ اَلسَّنَدِ ... فَالْمُسْتَفِيضُ عِنْدَهُمْ بِدُونِ رَدِّ

وَمَا عَنْ اِثْنَيْنِ رَوَاهُ اِثْنَانِ ... فَهُوَ اَلْعَزِيزُ فَافْهَمَنْ تِبْيَانِ

وَمَا بِهِ اَلْوَاحِدُ قدْ تَفرَّدَا ... فَالْفَرْدُ مُطْلَقًا وَنِسْبِيًّا غَدَا

فَالْمُطْلَقُ الْفَرْدُ بِهِ اَلصَّحَابِي ... عَنْ اَلنَّبِيْ عَنْ سَائِرِ اَلصِّْحَابِ

وَغَيْرُهُ اَلنِّسْبِيُّ مِنْ دُونِ خَفَا ... وَبِالْغَرِيبِ عِنْدَهُمْ قَدْ عُرِفَا

وَبِاعْتِبَارِ مَوْضِعِ اَلتَّفرُّدِ ... أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ فَرْدٍ فَاعْدُدِ

فَمِنْهُ فَرْدٌ مَتْنُهُ وَالسَّندُ ... وَمِنْهُ مَا فِي اَلسِّنْدِ اَلتَّفرُّدُ

وَفَرْدٌ بَعْضُ اَلْمَتْنِ أَوْ بَعْضُ السَّنَدْ ... وَلَمْ تَجِدْ غَرِيبَ مَتْنٍ لاَ سَنَدْ

وَقَيَّد اَلنِّسْبِيَّ أَيْضًا بِثِقَةْ ... كذَا برَاوٍ أَوْ بمِصْرٍ حَقَّقهُ

وَإِنْ تَجِدْ مُتَابِعاً أَوْ شَاهِدًا ... لِخَبَرِ اَلآحَادِ كَانَ عَاضِدًا

زَالَ بِهَا تَفَرُّدٌ عَنْ فَرْدِ ... وَاشْتُهِرَ اَلْعَزِيزُ دُونَ رَدِّ

وَازْدَادَ شُهْرَةً بِهَا اَلَّذِي اِشْتَهَرْ ... وَكَشْفُهُ بِالاِعْتِبَارِ قَدْ ظَهَرْ

فَإِنَّمَا يَحْصُلُ ذَا لِمَنْ سَبَرْ ... طُرْقَ اَلْحَدِيثِ ثُمَّ إِيَّاهُ اِعْتَبَرْ

<<  <  ج: ص:  >  >>