فكلام الحافظ يلاحظ عليه مثل هذا -رحمه الله-، هناك غرابة مطلقة وغرابة نسبية، فالفرد مطلقاً ونسبياً غدا، إذا تفرد راوٍ من بين جميع الرواية برواية هذا الخبر بحيث لا يشركه في روايته أحد فهو غرابته مطلقة، وهو إن كانت الغرابة في أصل سنده فردٌ مطلق، وإن تفرد به شخص تفرد بروايته عن راوٍ وإن رواه آخرون عن راوٍ آخر فغرابته نسبية، يعني تفرد برواية هذا الحديث بالنسبة لهذا الشيخ، وإن روي عن غير هذا الشيخ من طرق هذه غرابة نسبية.
إذا تفرد أهل بلد برواية حديث مثل ما يقال: هذه سنة غريبة تفرد بها أهل مصر، أو تفرد بها أهل العراق أو تفرد بها أهل الحجاز هذه غرابة نسبية ليست حقيقية؛ لأنه قد يكون هذا الخبر يرويه جمع من أهل هذه البلاد، فليست الغرابة حقيقية بل نسبية.
فالمطلق الفرد به الصحابي ... عن النبي عن سائر الصحابِ
وغير النسبي من دون خفا ... . . . . . . . . .
يعني ما كان التفرد فيه دون أصله في أثناء السند.
. . . . . . . . . ... وبالغريب عندهم قد عرفا
يعني إذا كانت الغرابة في. . . . . . . . . السند يقال له: الغريب، إذا كانت الغرابة في أصل السند وهو مخرج الخبر يكون أكثر ما يطلق عليه الفرد.
وباعتبار موضع التفردِ ... أربعة أنواع فرد فاعددِ
يعني يقسم إلى أربعة أنواع.
فمنه فردٌ متنه والسندُ ... . . . . . . . . .
يعني تكون الغرابة في المتن والسند، التفرد في المتن والسند، بمعنى أنه لا يوجد هذا الحديث بهذا اللفظ إلا عن هذا الراوي.
. . . . . . . . . ... ومنه ما في السند التفردُ
التفرد هذا الحديث لا يرويه إلا فلان، لكن متنه معروف برواية آخرين.
وفرد بعض المتن أو بعض السند ... . . . . . . . . .
فرد بعض المتن بأن يكون هناك كلمة يتفرد بها راوي من الرواة، أو جملة في الخبر يتفرد بها راوي من الرواة، هذا التفرد فيه في بعض المتن، وقد يكون التفرد فيه في بعض السند كما إذا تفرد هذا الراوي بروايته عن هذا الراوي كما قلنا في النسبي.
. . . . . . . . . ... ولم نجد غريب متنٍ لا سند