المقصود أن أهل الحديث هم الفرقة الناجية، وهم الطائفة المنصورة في قول الإمام أحمد "إن لم يكونوا أهل الحديث فمن هم؟ فليكن لسان الإنسان لهجاً بالثناء عليهم لا لذواتهم، إنما ليحملونه من إرث النبوة، فهم ورثة الأنبياء، وليصن الإنسان لسانه عن كل أحد إلا من يخشى أن يتعدى ضرره، ولم يمتثل النصح، فمثل هذا يبين خطؤه المتعدي خوفاً على الناس من أن يلبس عليهم، أو يغتروا به، مثل هذا لا مانع أن يسمى، إذا لم يكن القصد التفكه في عرضه وبقدر الحاجة، لا بد أن يكون الكلام بقدر الحاجة، وأن يكون أيضاً .. أولاً: أن يكون الكلام بقدر الحاجة، وأن يكون القصد بيان الحق، وألا يجدي النصح والمناقشة، إذا أجدى النصح لا يعدل إلى الإعلان، إذا لم يجدِ فيكون الكلام بإنصاف وعدل، وألا يزيد على قدر الحاجة، وأن يكون الهدف الحق وبيانه، والخوف على عموم المسلمين من ضرر هذا الشخص الذي يريد أن يضلهم.
إذا ما اعتقدت الدهر يا صاح هذه ... . . . . . . . . .
العقيدة الصحيحة السليمة، أو هذه المنظومة التي جاءت فيها هذه الأمور العظيمة (إذا) شرط (ما) هذه زائدة، يعني إذا اعتقدت الدهر طول حياتك، وإن كنت على عقيدة غيرها فلا تيأس إنما عليك أن تتوب إلى الله -جل وعلا-، وتعتقد هذه العقيدة، وتبين لمثل هذه الأمور، لا سيما من له كلام ينتشر في الناس، سواءً كان في دروس أو في مناسبات، أو في كتب ومؤلفات، مثل هذا لا بد من البيان {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ} [(١٦٠) سورة البقرة] لا بد أن يهدم ما كان عليه من باطل، ويسعى في إصلاح من تسبب في ضلالهم، فالإنسان إذا ما اعتقد الدهر ما في هذه المنظومة، وفي غيرها مما لا يحتمله مثل هذه المنظومة المختصرة مما يعتقده أهل السنة والجماعة المتبعون للنصوص.
. . . . . . . . . ... فأنت على خير تبين وتصبحُ
تبيت تنام على خير، وتصبح على خير، تنام على خير، تستيقظ على خير، تمسي على خير تصبح على خير، ما دمت معتقداً لهذه العقيدة السليمة الصافية من المصدر من مصادرها الأصلية؛ لأن العلم الحقيقي إنما مصدره كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.