بسم الله الرحمن الرحيم
شرح المنظومة الحائية لابن أبي داود (٢)
الشيخ: عبد الكريم بن عبد الله الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الناظم -رحمه الله تعالى-:
تمسك بحبل الله واتبع الهدى ... ولا تك بدعياً لعلك تفلحُ
ودن بكتاب الله والسنن التي ... أتت عن رسول الله تنجو وتربحُ
تقدم شرح هذين البيتين في درس الأمس، وقلنا في مسألة أو في كلمة (تنجو وتربحُ) هل هي جواب الطلب أو جواب شرط مقدر؟ وعلى كلا الاحتمالين الواجب الجزم، وقد تقتضي ضرورة الشعر والوزن أن تشبع الحركة فيتولد عنها هذا، لكنها كيف تشبع وهي ساكنة؟ يعني لو كانت ضمة وأشبعت حتى صارت واواً هذا الإشباع، لكنها ساكنة، الأصل أنها ساكنة؛ لأنها جواب الطلب، بعضهم يقول: لعل .. ، يمكن أن يقدر: لعلك تنجو وتربح، وحينئذٍ يكون لا إشكال، والأمر -إن شاء الله- سهل، والتقدير مألوف في لغة العرب.
بعد هذا يقول الناظم -رحمه الله تعالى-:
وقل: غير مخلوق كلام مليكنا ... . . . . . . . . .
نحن الآن بين يدينا ثلاث نسخ، الطبعة الدمشقية التي هي أولى الطبعات، وطبعة المنار التي تليها طبعت بعدها بسنة، الدمشقية سنة ألف وثلاثمائة وخمسين، وطبعة المنار واحد وخمسين، وعندنا طبعة جديدة في مقدمة شرح الشيخ عبد الرزاق البدر، وهي طبعة ضبطها الشيخ، وتعب عليها.
بعد هذا يقول:
وقل: غير مخلوق كلام مليكنا ... بذلك دان الأتقياء وأفصحوا
هكذا في الدمشقية، ونسخة الشيخ التي في مقدمة الشرح، وفي نسخة المنار طبعة الشيخ رشيد رضا يقول:
وقل: غير مخلوق كلام مليكنا ... بذلك دان الأولياء وأفصحوا
الأولياء بدل الأتقياء.
وأشار الشيخ رشيد في حاشية النسخة علق عليها قال: وفي نسخةٍ الأتقياء كذا بهامش الأصل، مما يدل على أن الأصل الذي اعتمده فيه الأولياء.
يقول: "وقل" مثل قوله: "تمسك" أمر، ولا شك أن الأمر من المخلوق يقصد به امتثال أمر الخالق، لا أمر المخلوق؛ لأنه يتحدث على لسان الشرع؛ لأن المسألة شرعية، ووجوبها معلوم من الشرع.