كلام الله -جل وعلا- غير مخلوق، الذي هو القرآن، هذا معتقد أهل السنة والجماعة أن صفة الكلام لله -جل وعلا- غير مخلوقة، خلافاً لمن يقول بذلك من الجهمية والمعتزلة، سواءً قالوه صراحة، أو آل كلامهم إليه كالأشاعرة والماتريدية، فالذي عند أهل السنة أن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأن الله -جل وعلا- متصف بهذه الصفة، وأنه -جل وعلا- يتكلم متى شاء إذا شاء، وكلامه -جل وعلا- وإن كان قديم النوع بمعنى أنه تكلم في الأزل، فإنه متجدد الآحاد، يتكلم متى شاء -جل وعلا-.
والمعتزلة يقولون: مخلوق، يقولون: كلام الله مخلوق كسائر خلقه، ومثلهم .. ، هم الجهمية والمعتزلة يصرحون بهذا.
و"كلام مليكنا" كلام الله -جل وعلا-، من إضافة الصفة إلى الموصوف، والإضافة تقتضي التشريف بلا شك، سواءً كانت من الأوصاف، أو من الأعيان التي تستقل بنفسها، لكنها إن كانت من الأوصاف فليست مخلوقة، وإن كانت من الأعيان التي تستقل بذاتها كبيت الله وناقة الله، وعبد الله كل هذه مخلوقات، والمعتزلة يقولون: كل ما يضاف إلى الله -جل وعلا- مخلوق، سواءً كان صفة أو ذات مستقلة، فيجعلون كلام الله مثل ناقة الله وبيت الله، مثلها كلها مخلوقة؛ لأنها من إضافة المخلوق إلى خالقه، وأهل الحلول والاتحاد يرون العكس، كل ما يضاف إلى الله -جل وعلا- فهو وصف من أوصافه؛ ليصلوا بذلك إلى تقرير مذهبهم الفاسد، وأن الله -جل وعلا- متحد في مخلوقاته، وأنه لا خالق ولا مخلوق، يعني لا فرق بين الخالق والمخلوق، -نسأل الله السلامة والعافية-.
وأهل السنة وسط بين المذهبين، بين الطرفين، فهم يرون أن من الإضافات ما هو إضافة وصف من الأمور التي لا تستقل بذاتها، وبين ما هو مخلوق ذات تستقل بنفسها، فهذه مخلوقة.