الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
قال ابن حجر -رحمه الله تعالى-:
ذكر ما وقع بينه وبين الذهلي في مسألة اللفظ، وما حصل له من المحنة بسبب ذلك، وبراءته مما نسب إليه من ذلك.
قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخه:
قدم البخاري نيسابور سنة خمسين ومائتين، فأقام بها مدة يحدث على الدوام، قال: فسمعت محمد بن حامد البزار يقول: سمعت الحسن بن محمد بن جابر يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح العالم فاسمعوا منه، قال: فذهب الناس إليه فأقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل في مجلس محمد بن يحيى، قال: فتكلم فيه بعد ذلك.
وقال حاتم بن أحمد بن محمود: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: لما قدم محمد بن إسماعيل نيسابور ما رأيت والياً ولا عالماً فعل به أهل نيسابور ما فعلوا به، استقبلوه من مرحلتين من البلد أو ثلاث.
من مرحلتين يعني ثمانين كيلو استقبلوه، وليست استقبالهم على السيارات والقاطرات أو الطائرات، لا، على الأقدام وعلى الرواحل مسيرة ثلاثة أيام ليست بالسهلة عليهم أو يومين، لكنها عندهم أمر يسير، سهل عليهم؛ لأنهم وطنوا أنفسهم على هذا الأمر.
وفي رحلة ابن بطوطة التي تحدثنا عنها خرجوا من طنجة وبعد عشرة أيام يمشون عشرة أيام توفي القاضي فرجعوا ليدفنوه في طنجة، عشرة أيام، من يتحمل مثل هذا ممن ألف هذه الوسائل المريحة؟ من يتحمل أن يقف أمامه في سيارة عند إشارة ويبي يلف على اليمين؟ وواقف قدامه واحد، يتحملون الناس اليوم؟ ما يتحملون، لكن هم وطنوا أنفسهم على هذا، يسيرون على الأقدام الفراسخ، وكأنها خطوات عندهم، والله المستعان.
طالب:. . . . . . . . .
لا، مرحلتين يعني مسافة قصر، ثمانين كيلو، وثلاث مراحل مائة وعشرين كيلو، نعم مسيرة يومين، مسيرة ثلاثة أيام، نعم.