للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يكفي فاحتاج الناس إلى التفصيل، فاضطر أهل العلم إلى التفصيل, هل يقال: إن شيخ الإسلام ليس على طريقة السلف، طريقة السلف هذه قد يتذرع بها من لا يكلف نفسه عناء المراجعة أو عناء البحث في الكتب، أو يستطيع أن ينهي الكتب أو يسمع أكبر قدر من الكتب ويعلق على هذه القراءات بكلمة أو كلمتين ويقول إنه على طريقة السلف، يعني قد يتذرع بمثل هذا الكلام الكسول، يعني: لا يظن بشخص بعينه، يعني: إذا نظرنا إلى العلم المبارك مثلاً علم الشيخ ابن باز مثلا، يقرأ عليه حديث يعلق عليه بخمس دقائق، حديث ثاني وثلاثة وأربعة وخمسة في جلسة واحدة ولا تستغرق شيئاً بعد صلاة العصر ربع ساعة يعلق على خمسة أحاديث, ولا شك أن هذه طريقة السلف, وعلم مبارك ومعوله على الكتاب والسنة، ما أحد يشك في هذا، لكن إذا احتاج طلاب العلم إلى التفصيل والتنظير في المسائل وتوضيح المسائل بكثرة الأمثلة, هل نقول إن هذا من تشقيق المسائل الداخل في الحديث؟ يعني مثال ذلك شيخ الإسلام احتاج في وقته إلى بسط المسائل، الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- يبسط المسائل، هل نقول: إن هذا من البسط وتشقيق المسائل المذموم أو من التوضيح المطلوب لما احتاج طلاب العلم إلى مثل هذا التوضيح؟ ولذلك الإنسان قد تراوده أحيانا الفكرة أنه يجمل في كثير من المسائل ويرجع الطلاب إلى المصادر, ويقول اقرؤوا في شروح الأربعين وتستفيدون, ونتكلم عليها الحديث في خمس دقائق وننتهي من الأربعين بسرعة والنفس لا شك أنها توجس ريبة من بعض التصرفات التي نرتكبها والإبعاد في النجعة والأمثلة والاستطرادات قد تكون عائقاً عن تحصيل بعض العلم لكن الله -جل وعلا- يعلم أن الباعث لذلك هو إفادة طلاب العلم لا أكثر ولا أقل، لكن مع ذلك نجد في كلام ابن رجب – رحمه الله - سواء كان في فضل علم السلف أو في شرح الأربعين ما نقع في مخالفته أحياناً ونسأل الله -جل وعلا- العفو, ((فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم) يعني: إذا نظرنا إلى كتب الفقه والمسائل والفروع والاستطرادات الكثيرة, هل نقول إن هذا مما جاء ذمه في هذا الحديث؟ أو نقول: إن المقصود منه إيقاع مسائل والكلام على نظائر ولو لم تقع لكن

<<  <  ج: ص:  >  >>