هذا يقول: لو ذكرت لنا بعض الشروح على متن الأربعين النووية؟
الشروح على الأربعين مثل ما أشرنا بالأمس كثيرة جداً للمتقدمين والمتأخرين، منها: المطول والمتوسط والمختصر، ومنها المكتوب المقروء، ومنها المسموع المسجل، ومنها المطبوع وهو كثير، ومنها المخطوط وهو أكثر، المقصود أن هذه الأربعين حظيت بعناية فائقة لأهل العلم، فمن الشروح شرح المؤلف شرح النووي نفسه وهذا شرح مختصر، لكنه على طريقة المؤلف في الانتقاء وضبط العبارات، فالكتاب متين ونفيس كطريقته في شرح مسلم يختصر، لكنه مع ذلك يحرص على جمع القواعد، أقول الكتاب مختصر، شرح النووي مختصر جداً لكنه مع ذلك فيه فوائد ونفائس واستنباطات للمؤلف لا توجد لغيره، على ما يؤخذ عليهم من مسألة التأويل في الصفات كما يؤخذ على شرحه على مسلم هذا الأمر وغيره من مؤلفاته؛ لأنه أشعري -رحمه الله- وهذه من المأخذ عليه، وإن كان ليس إماماً مجتهداًً في الباب منظراً يعني لا يساوى النووي بالرازي مثلاً في هذا الباب، ولذا يرى جمع من أهل العلم أن هذه المسألة، هذه القضية قضية التأويل عنده بالنسبة لحسناته، وما عنده من علم وعمل على عظمها، يعني مسألة هو أولاً: ليس بالمجتهد وإنما هو في عداد المقلدين في هذا الباب.
الأمر الثاني: أنه ليس إنكاره للصفات على جهة العناد، وإنما هو على طريقة التأويل.
الأمر الثالث: أنه عنده من الحسنات من علم وعمل ونفع وإخلاص فيما يبدو، ويغلب على الظن وإن كنا لم نطلع على السرائر، لكن إفادة الناس من كتبه وكثرة ما كتبه من المؤلفات النافعة في عمره القصير يدل على شيء من هذا، وأظن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في فتاويه سئل عنه وأجاب بشيء قريب من هذا، المقصود أن مسألة الاعتقاد عندنا لها شأن عظيم، لها شأن عظيم، والعقيدة رأس المال وهي أصل الأصول، والأصل أن يقتدى فيها بسلف الأمة وأئمتها، فما أجمعوا عليه لا يجوز بحال أن ينازع فيه، وما دل عليه الدليل الصحيح الصريح لا يجوز أن يخالف بحال، والاجتهاد بابه مفتوح لا سيما في مسائل الفروع.