على كل حال الغيبة محرمة، وأكل لحوم الناس أمره خطير، ومن الديوان الذي لا يغفر؛ لأنه حقوق العباد، وتجوز في ستة مواطن بينها أهل العلم إذا ترتب عليها مصلحة راجحة لا سيما في مسائل الجرح والتعديل للرواة الذي بسببه يعرف الصحيح والضعيف، ومثله في مجال الاستشارة، ومجال الاستفتاء، والزوج على زوجته هذه مسائل الكذب.
تبقى المسألة يعني الأصل فيها المنع والتحريم، وفيما يتعلق بالرواة في جرح الرواة هذا مستثنى، وكذلك في الاستشارة حينما يستشار شخص بالنسبة لشخص يبين ما فيه من عيب بقدر الحاجة.
هذا يقول: الجرح مقدم على التعديل ما هو الجواب عن الأحاديث التي خالف فيها الإمام أحمد الشيخين البخاري ومسلم؟
الإمام أحمد إمام بقدر البخاري ومسلم إن لم يكن أعلى، فما خالفهما فيه مما نُقل عنهما في غير الصحيحين فهو ند ينظر في الترجيح، أما إذا خرجا الحديث في صحيحيهما وخالفهما الإمام أحمد فما في الصحيحين أو في أحدهما فهو مقدم على ما خرجه الإمام أحمد.
يقول: حديث: ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين)) الحديث يستدل به على أن الإيمان ينقص، لكن النبي -عليه الصلاة والسلام- علل نقص الدين بترك الصلاة إذا حاضت، فكيف يفسر بأنه ينقص إيمانها وهي امتثلت الأمر، بل إذا صلت وهي حائض كانت آثمة؟
لا شك أن الإيمان ينقص بنقص العمل، ويزيد بزيادة العمل الصالح، فإذا نقص عملها ومكثت مدة أسبوع أو أقل أو أكثر لا تصلي ولا تصوم لا شك أن هذا يكون سبباً في نقص دينها، والعلماء يختلفون في الحائض والنفساء هل يكتب لهما ما كانا يعملانه في حال الطهر كما يكتب للمسافر والمريض؟ الحديث يدل على أنه لا يكتب؛ لأنه لو كان يكتب ما سميت ناقصة، وجمع من أهل العلم يرون أنها منعها الشرع، والنية موجودة أن لو كانت طاهرة فإنها تصوم وتصلي، لكن ما دام منعها الشرع والعذر ليس بيدها فإنه يكتب لها، وعلى كل حال المرأة إذا امتثلت بالفعل والترك فهي مأجورة على الاحتمالين.
هذا يقول: أختي فرنسية أسلمت وقد حول إليها مبلغ من المال تركه والدها الكافر بعد موته من قبل السلطات الفرنسية فهل تستفيد منه بالتصدق به في أبواب الخير وتعيش منه؟