((وأن الفرج مع الكرب)) إذا ازداد الكرب فاعلم أن الفرج قريب ((وأن مع العسر يسراً)) إذا وجد العسر فإن معه اليسر، إذا وجدت الشدة وجد الفرج، وإذا وجد العسر والضيق وجد اليسر والسعة، ولن يغلب عسر يسرين {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [(٦) سورة الشرح] أعيد العسر معرفة، والمعرفة إذا أعيدت معرفة كانت عين الأولى، نفس الأولى، العسر الأول هو العسر الثاني، والنكرة إذا أعيدت نكرة كانت غيرها، فاليسر الأول غير اليسر الثاني، ولذا جاء في الخبر:((لن يغلب عسر يسرين)) نعم.
سم.
قال المؤلف -عليه رحمة الله-:
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري -رضي الله عنه- قال ...
عقبةَ بن عمروٍ.
عقبةَ بن عمروٍ الأنصاري البدري -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)) رواه البخاري.
يقول المؤلف -رحمه الله تعالى- في الحديث العشرين:
"عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري" نسبة إلى بدر، وهل هذه النسبة إلى الوقعة الغزوة غزوة بدرة أو المكان المسمى بهذا الاسم؟ الأكثر على أنه لم يشهد بدراً، وإنما نزلها فنسب إليها، وإن كان الإمام البخاري يثبته فيمن شهد بدر، لكن الأكثر على أنه لم يشهد بدر، وإنما نزلها فنسب إليها "-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن مما أدرك الناس)) "(إن) تأكيد، (مما) يعني بعض ما أدركه الناس من كلام النبوة الأولى، يعني ليس جميع ما أدركه الناس من كلام النبوة الأولى، إنما هذا شيء مما أدركه الناس من كلام النبوة الأولى، من كلام الأنبياء في الأمم السابقة، هذا مما أثر عنهم، وثبت عنهم.
{قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [(١٤ - ١٥) سورة الأعلى] إلى أن قال: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [(١٨ - ١٩) سورة الأعلى] يعني هذا أيضاً مما وجد في النبوة الأولى وفي الكتب السابقة.
((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)) رواه البخاري.