"عن أبي ذر الغفاري -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل-" إذا روى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ربه غير القرآن فإنه يسمى الحديث القدسي أو الإلهي، والأحاديث القدسية فيها مصنفات جمعها أهل العلم في أكثر من مصنف، وحكمها من حيث الإضافة إلى الله -جل وعلا- يميزها بهذه الإضافة عن الحديث النبوي، فأضيفت إلى الله -جل وعلا-، فقيل: هذا حديث إلهي أو حديث قدسي، إضافة إلى الإله أو القدوس، ومن حيث اللفظ ليست في حكم القرآن باعتبار أن القرآن منقول باللفظ متعبد بلفظه، وأما الأحاديث القدسية فحكمها من هذه الحيثية حكم الحديث النبوي، تجوز روايته بالمعنى، ولذا تجد هذا الحديث بلفظه عند مسلم وتجده عند غير مسلم بألفاظ مختلفة، وهو في حكم الحديث النبوي من حيث اللفظ، غير متعبد بلفظه، تجوز روايته بالمعنى كالأحاديث النبوية.
"عن ربه -عز وجل- أنه قال:((يا عبادي)) " هذه الإضافة إلى الله -جل وعلا- إضافة تشريف، هذه إضافة تشريف يقول الشاعر:
ومما زادني فرحاً وتيهاً ... دخولي في قولك: يا عبادي
وكدت بأخمصي أطأ الثريا ... وأن صيرت أحمد لي نبيا
فهذا النداء من الله -جل وعلا- للعباد تشريف لهم بوصف العبودية الذي هو من أشرف الأوصاف، فالعبودية لله -جل وعلا- من أشرف الأوصاف ووصف الله بها نبيه -عليه الصلاة والسلام- في أشرف المواطن.