للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

"عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أولاً: هذا هو أول حديث مخرج في الصحيح في البخاري، وهو مخرج عند غيره من أهل العلم، ولا يثبت إلا من طريق عمر بن الخطاب، لم يثبت عن غيره من الصحابة مع أنه جاء في بعض طرقه ما يدل على أن النبي-عليه الصلاة والسلام- خطب به، وعمر -رضي الله عنه- خطب به على المنبر.

ولم يصح عن عمر إلا من طريق علقمة بن وقاص الليثي، ولم يصح عن علقمة إلا من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، ولا يصح عنه إلا عن طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، وعنه انتشر حتى قال بعضهم أبو إسماعيل الهروي، قال: إنه يروى من، عن يحيى بن سعيد عن أكثر من سبع مائة شخص، عن أكثر من سبع مائة شخص، مع أن الحافظ ابن حجر يشكك في هذه النسبة وأنه حرص على جمع الطرق فلم تبلغ المائة، على كل حال الخبر صحيح مجمع على صحته متفق عليه لا ينازع في ثبوته، ثبوته قطعي عند أهل العلم، سواء ورد من طريق واحد، أو من طرق متعددة.

هذا الحديث غريب غرابة مطلقة كما سمعنا، وهو أول حديث في الصحيح ونظيره أخر حديث في الصحيح حديث أبي هريرة: ((كلمتان: خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)) لم يثبت إلا عن أبي هريرة، وعنه لم يثبت إلا عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير البجلي، ومنه عنه لم يثبت إلا عن عمارة بن القعقاع، وعنه لم يثبت إلا عن محمد بن فضيل, وعنه انتشر، يعني التنظير مطابق بين الحديثين أول حديث وأخر حديث، وكأن البخاري -رحمه الله تعالى- إما على سبيل القصد أو لمجرد الاتفاق، يعني حصل اتفاقاً من غير قصد الرد على من زعم اشتراط التعدد، وأنه لا يقبل خبر الواحد إذا تفرد به، بل لا بد أن يأتي الخبر من طرق، هذا الكلام مردود بأول حديث وأخر حديث وغيرهما من غرائب الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>