للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفقهاء والصوفية والوعاظ والقراء والشعراء، ولا يزالون يتواصلون من المحرم الى اوائل شهر ربيع الاول، ويتقدم مظفر الدين بنصب قباب من الخشب، كل قبة اربع او خمس طبقات، ويعمل مقدار عشرين قبة او اكثر، منها قبة له، والباقي للامراء واعيان دولته، لكل واحد قبة..

وكانت القباب منصوبة من باب القلعة الى باب الخانقاه المجاورة للميدان، فكان مظفر الدين ينزل كل يوم بعد صلاة العصر ويقف على قبة قبة الى آخرها، ويسمع غناءهم، ويتفرج على خيالاتهم وما يفعلونه في القباب، ويبيت في الخانقاه ويعمل السماع، ويركب عقيب صلاة الصبح يتصد، ثم يرجع الى القلعة قبل الظهر. هكذا يعمل كل يوم الى ليلة المولد، ... فاذا كان قبل المولد بيومين اخرج من الإبل والبقر والغنم وشيئا كثيرا زائدا عن الوصف.... ثم يشرعون في نحرها، وينصبون القدور ويطبخون الالوان المختلفة؛ فاذا كانت ليلة المولد عمل السماعات بعد ان يصلي المغرب في القلعة، ثم ينزل وبين يديه من الشموع المشتعلة شيء كثير، وفي جملتها شمعتان او اربع- اشك في ذلك- من الشموع الموكبية التي تحمل كل واحدة منها على بغل، ومن ورائها رجل يسندها وهي مربوطة على ظهر البغل حتى ينتهي الى الخانقاه؛ فاذا كان صبيحة يوم المولد انزل الخلع من القلعة الى الخانقاه على ايدي الصوفية، على يد كل شخص منهم بقجة، وهم متتابعون كل واحد وراء الاخر، فينزل من ذلك شيء كثير لا اتحقق عدده. ثم ينزل الى الخانقاه وتجتمع الاعيان والرؤساء وطائفة كبيرة من بياض الناس، وينصب كرسي للوعاظ، وقد نصب لمظفر الدين برج خشب له شبابيك الى

<<  <   >  >>