تعاقبت على المسلمين ويلات وأحزان، ومصائب وأشجان، ولا سيما في العصر العباسي الاخير. وقد لاقى الكثيرون من شدة وطأتها القهر والألم، والضنى والسقم، وجعلتهم يعيشون في تعب ونكد، وقلق وكمد خاصة بعد الهجمات المتوالية: الصليبية الجائرة من الغرب، والتترية الغادرة من الشرق. وكانت وسائل الناس آنذاك ضعيفة لا تقوى على الوقوف بوجه الاعداء الطامعين والبغاة الجائرين، وابعاد بلواهم ودفع اذاهم، فما كان منهم الا التوجه الى الله- جلّ جلاله- والتضرع اليه كي ينجيهم من الكرب الذي وقع عليهم والضيم الذي لحق بهم.
والالتجاء الى رسوله الكريم محمد- صلّى الله عليه وسلّم- متوسلين اليه ان يكون شفيعا لهم عند الله وينجيهم من النوائب التي كادت تقصم ظهورهم وتقضي على وجودهم.