للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفس، وفي معرة النعمان بمئة الف، وفي بيت المقدس بسبعين الفا «١» .

وقال ريموند دي اكليس الذي شاهد المذبحة الاخيرة: «ان الدماء قد وصلت في رواق المسجد الى الركب» «٢» . فما لم يشاهده قد يربو على التقدير ويفوق النعت والتعبير.

لقد فر الناجون الى الله من هول هذه الحرب الضروس، وتضرعوا اليه ان يدفع عنهم الكرب الشداد، ويحسر اسجاف البلايا الصفيقة.

وتوزع الشعراء آنذاك الى فريقين، ذهب فريق الى الاعراب عن دخائل النفوس وكوامن الافئدة، والإفصاح عن ضراوة الاحداث، وجسامة الاهوال والكوارث بقصائد عامرة، منها قصيدة الامام أبي حامد الغزالي (ت ٥٠٥ هـ) المعروفة بدعاء المنفرجة في ثمان وخمسين بيتا، مطلعها «٣» :

الشدّة أودت بالمهج ... يا ربّ فعجّل بالفرج

ومنها:

والأزمة زادت شدّتها ... يا أزمة علّك تنفرجي


(١) مختصر تاريخ العرب ص ٢٨٦.
(٢) نفسه ص ٢٨٧.
(٣) الحروب الصليبية واثرها في الادب العربي في مصر والشام ص ٢٣٧.

<<  <   >  >>