فلا شكّ أنّ من يطّلع عليها ولم يكن مطبوعا على قلبه بطابع الضّلال.. يحبّ صاحبها صلّى الله عليه وسلّم بيقين، وبمقدار زيادة محبّته ونقصها تكون زيادة الإيمان ونقصه، بل رضا الله تعالى والسّعادة الأبديّة، ونعيم أهل الجنّة ودرجاتهم فيها، جميع ذلك يكون بمقدار محبّة العبد له صلّى الله عليه وسلّم زيادة ونقصا، كما أنّ سخط الله تعالى، والشّقاوة الأبديّة وعذاب أهل النّار ودركاتهم فيها.. يكون بمقدار بغضه صلّى الله عليه وسلّم، زيادة ونقصا.
ومنها: اتّباعه والاقتداء به لمن وفّقه الله تعالى فيما يمكن به الاقتداء؛ كسخائه وحلمه، وتواضعه، وزهده، وعبادته، وغيرها من مكارم أخلاقه، وشرائف أحواله صلّى الله عليه وسلّم، وذلك مستوجب لمحبّة الله تعالى الّتي فيها سعادة الدّارين.
جعلنا الله تعالى من المتّبعين له صلّى الله عليه وسلّم في شرعه القويم، وصراطه المستقيم، وحشرنا تحت لوائه، في زمرة أهل محبّته، عليه وعليهم الصّلاة والتّسليم.