وعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّي لأعرف اخر أهل النّار خروجا، رجل يخرج منها زحفا، فيقال له: انطلق فادخل الجنّة.
قال: فيذهب ليدخل فيجد الناس قد أخذوا المنازل، فيرجع فيقول: ربّ؛ قد أخذ النّاس المنازل، فيقال له: أتذكر الزّمان الّذي كنت فيه؟ فيقول: نعم، فيقال له: تمنّ.
قال: فيتمنّى، فيقال له: فإنّ لك الّذي تمنّيته وعشرة أضعاف الدّنيا.
قال: فيقول: أتسخر بي وأنت الملك» .
قال: فلقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ضحك حتّى بدت نواجذه.
وعن عامر بن سعد بن أبي وقّاص قال: قال سعد رضي الله تعالى عنه: لقد رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ضحك يوم الخندق حتّى بدت نواجذه.
قال: قلت: كيف كان ضحكه؟
قال: كان رجل معه ترس، وكان سعد راميا، وكان الرّجل يقول كذا وكذا بالتّرس يغطّي جبهته «١» ، فنزع له سعد بسهم، فلمّا رفع رأسه..
(١) أي: يفعل كذا وكذا بالترس، أي: يشير به يمينا وشمالا، والمراد بالقول هنا الفعل.