أما بالنسبة للمطالعة والمراجعة والإفادة فليقرأ كل شيء، ويراجع كل شيء، كل ما كتب في هذا الفن يحتاج إليه، ليس معنى هذا أننا نقول: يقرأ النخبة، ثم مختصر ابن كثير، ثم ألفية العراقي معناه أنه لا يقرأ الكتب الأخرى، لا يقرأ التدريب، لا يقرأ توضيح الأفكار، لا يقرأ .. ، لا، يقرأ كل شيء، وقد يحتاج في البحث عن مسألة مرت عليه في ألفية العراقي إلى أن يقرأ كل ما كتب في المصطلح، للمتقدمين والمتأخرين، أحياناً يحتاج إلى ما عند القاسم في (قواعد التحديث)، الجزائري في (توجيه النظر)، أبو شهبه في (بسيطه)، كتب كثيرة ألفت من المتقدمين والمتأخرين، لا بد من مراجعتها عند الحاجة، لكن هناك محور للطالب ينبغي أن يدور علمه عليه، يجعل محور بحثه في علوم الحديث ألفية العراقي، هذا الذي نقوله، ليس معنى هذا أننا نمنع من أن تقرأ الكتب الأخرى، أبداً.
يقول: ما أصح الأقوال في رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وراوية الحسن عن سمرة؟
رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده التوسط فيها أن يقال: إذا ثبت السند إلى عمرو فالخبر حسن، ما يروى بهذه السلسلة حسن، يتوسط في أمرها، منهم من يصحح، ومنهم من يضعف، ومنشأ التضعيف وسببه الخلاف في عود الضمير في جده، هل هو إلى عمرو؟ فجده محمد تابعي، فيكون الخبر مرسلاً، أو إلى شعيب وجده عبد الله بن عمرو، والخلاف في سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو معروف، على كل حال الخلاصة أن هذه السلسلة ما يروى بها إذا صح السند إلى عمرو فهو حسن.
أما رواية الحسن عن سمرة فإذا استثنينا حديث العقيقة الذي نص عليه في صحيح البخاري، نعم، قال لي .. ، عن حبيب بن الشهيد قال لي محمد بن سيرين: سل الحسن عمن سمعت حديث العقيقة، فقال: من سمرة، هذا منصوص على أنه .. ، أما ما عدا ذلك فهو على الانقطاع، حتى يصرح الحسن بالتحديث.
يقول: إني أحب حفظ الحديث، لكن عندما أحفظ الأحاديث سرعان ما يتشابه تخريجها علي، فما هي نصيحتكم لي؟