قال -رحمه الله-: وعن أبي سلمة أن أباء هريرة أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال:((من قام رمضان، من قام رمضان إيماناً واحتساباً)) من قام الأصل في القيام الصلاة في الليل هذا أصل القيام، ويضاف الذكر والتلاوة، يعني من جلس ليقرأ القرآن في رمضان في الليل وخلط بين القراءة والذكر والصلاة هذا قام رمضان، وكذلك في سائر العام يعني لا يلزم أن يكون القيام كله مستوعباً في الصلاة, هذا ما قرره النووي وغيره أن القيام يشمل الصلاة والتلاوة والذكر، {وَبِالْأَسْحَارِهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[سورة الذاريات: ١٨] وهذا من القيام المقصود أن هذا قول معتبر عند أهل العلم ومنهم من يخص القيام بمعناه الحقيقي وهو نصب القدمين في منجاة الله -جل وعلا- بالصلاة فقط وأما القراءة. . . . . . . . . تكون بالقعود كما هو المعتاد لكن إذا قرأ في صلاته جمع بين التلاوة وإذا أكثر من الذكر في صلاته حصل المطلوب، من قام رمضان هذا فيه دليل على جواز قول رمضان من غير إضافة شهر، وهو قول عامة أهل العلم وترجم عليه البخاري - رحمه الله تعالى- وأورد هذه الأحاديث وإن كان قد أثر عن بعض السلف أنه يكره إفراد رمضان من غير إضافة شهر، وسبق أن تكلمنا في هذا.